«قافلة النساء» أكبر لوحة جدارية في العالم

افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي أمس أكبر لوحة جدارية مسطحة في العالم للفنان التشكيلي اللبناني سهيل ماضي في فندق جلوريا دبي، بحضور الدكتور غيث بن هامل الغيث نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة الغيث القابضة، ونخبة من كبار الشخصيات وعدد من الإعلاميين.
ألوان ثنائية
يراقص سهيل ماضي ألوانه ثنائية الأبعاد بريشته الصغيرة على وقع سمفونية التحدي لمناخ الطبيعة وتقنيات التشكيل فوق مسطحات شاسعة، لتتميز بأبعادها الثلاثية على أرضيات متعرجة من الألمنيوم والفيبر غلاس لتنطق أو تكاد بلغات عديدة ألا وهي لغة شعوب العالم تلك هي قافلة النساء بألوانها الأكريليك وأمواج البحر وحركة الرمال. ليست هي التجربة الأولى للفنان التشكيلي اللبناني المعروف بل سبقتها عدة جداريات في الإمارات العربية المتحدة منذ عام 1983. وفي عام 2005 أنجز الفنان سهيل ماضي جدارياته الرائعة في قصر الإمبراطور نابليون الثالث في مدينة بياريتز بجنوب فرنسا، بعد مضي 112 سنة على الجداريات السابقة، مما أتيح له أن يبرز اسمه ليحمل اللقب الفنان الكوني بجدارة.
تقنيات متعددة
وفي سؤال لـ"البيان" عن المدارس الفنية التي ينتهجها، قال: "رغم تعدد المدارس الفنية لكنني اريد أن أؤسس لأسلوبي المتميز، وهذا الأسلوب أمنحه لطلابي وطالباتي لكي يحذو حذوه. لذلك أقوم بتدريب عدد كبير من التلاميذ، أتمنى أن أحقق آمالهم. وأخصَ تلاميذي بالتقنيات المتعددة والخبرات المتتالية لدعم أعمالهم الفنية لتبرز قدراتهم وتثبت أقدامهم في مسيرة الإبداع والتصميم". وعن صعوبة رسم الجدارية المسطحة أكثر من الأفقية، قال: " هذه حقيقة مفروغ منها لأن الجدارية الأفقية تكون متاحة للفنان وهو يقف أمامها أما الجدارية المسطحة فتتطلب الانحناء والركوع والسجود مرات عديدة أثناء الرسم، يُضاف إلى ذلك إن الفنان لا يستطيع ببساطة رؤية ما يرسم".
أدوات الرسم

وعن أدوات الرسم قال:"استخدم قلم الرصاص بمختلف درجاته وألوانه المائية والزيتية والطبشورية والفحمية منتهجا المسلَمات الجزئية إلى العموميات لرسمه على الزجاج والمرايا وكل خامات الجدران وعلى الألياف الزجاجية والالمينيوم والارضيات المتعرجة بمساحاتها الشاسعة، بتقنيات ثلاثية الأبعاد الملونة بألوان لا تتأثر بالحرارة والرطوبة وعوامل الطبيعة مهما كانت صيفا وشتاء بمساهمة مصنع الاصباغ الوطنية - الشارقة، الذي دعم هذا العمل الرائع والعملاق لإنجاز تلوين الارضيات المتعرجة، وهو إنجاز أفتخر به".
ثقافة فنية
ولا بد من الإشارة على أن الفنان سهيل ماضي رسم عددا من الجداريات في دبي خاصة والإمارات عامة بعد أن أنجز رسوماته في عديد من القصور والفلل والفنادق بقدر ما كان لإنجازه الرائع في جنوب فرنسا داخل قصر نابليون الثالث.
من جهته قال الدكتور غيث الغيث: "إن نزلاء فندق جلوريا يستمتعون كثيراً برؤية هذا العمل الفني الضخم ذي الأبعاد الثلاثية وخاصة أنه يعكس جزءا من تاريخ وثقافة دولة الإمارات، ومدى اهتمام الدولة بالفن والفنانين، مشيرا إلى أن اللوحة أصبحت معلما سياحيا جديدا في مدينة دبي. وذكر أن الفندق وفر كافة الإمكانيات اللازمة لرسم هذه اللوحة مساهمة منه في دعم الحركة الفنية، وحتى يضيف مزارا جديدا للسائحين بالإمارات".