الخميس, 17 سبتمبر, 2009 06:22
يتابع مسلسل “باب الحارة” السوري، الذي تعرضه “إم بي سي” يوميا في رمضان، تقديم خطوط درامية وأفكار جديدة مفاجئة، ابرزها ظهور “عكيد” جديد للحارة من الجيل الشاب (معتز) خلفا للعكيد الغائب “ابو شهاب”، فيما لايزال دور الشخصية الجديدة مأمون بيك غامضا فيما إذا كان “مناضل الحارة " أم “جاسوسا على الحارة” فيما تحول “النمس” إلى “زلمة” الأفندي مأمون وقد نجحت شخصيته وتحولت الكلمات التي يرددها إلى نغمات موبايل، ومثارا للجدل على المنتديات.
وفي الحلقات الأخيرة من الجزء الرابع ، كان لافتا في الخطوط الدرامية للعمل أن يفكر معتز (وائل شرف) للمرة الأولى، بعد توقف النضال ضد الفرنسيين مؤقتا، بالقفز إلى السلطة في الحارة بتحريض من صديقه “خاطر” الذي نصحه بأن “الحارة بعد غياب عكيدها أبو شهاب (سامر المصري) تحتاح لعكيد جديد هو أنت”، وانزرعت الفكرة بعقل معتز الذي يكون ابن أخت أبو شهاب في المسلسل.
ويبدو أن الكاتب والمخرج أدخلا الفكرة بعناية فائقة، مما يلقي بالظلال إلى حاجة الحارة إلى عكيد جديد يتولى السلطة في الحارة في ظل غياب العكيد الأصلي خارج الحارة، وذلك على طريقة الانقلابات العسكرية الموريتانية.
وأما الخط الدرامي الأخر الذي يتطور بالعمل فهو الذي يسير عبر شخصية “مأمون بيك”، الذي يدعي أنه ابن أخت الزعيم الأقدم للحارة “أبو صالح”، وأنه عائد من الغربة، وقد كسب شعبية فيها بعد نجاحه في الوساطة بين الفرنسيين وأهل الحارة ورفع الحصار عنها.
إلا أن مأمون بيك (الفنان فايز قزق) يمثل “البرجوازي” الجديد الذي بقيت هويته الوطنية غامضة، في ظل وجود من يشكك بالحارة بأنه فعلا ابن أخ ابو صالح، وأنه يخطط لشئ ما في الحارة.
ومأمون الذي يملك سلطة المال، بدأ بشراء البيوت والدكاكين في الحارة، لغاية مجهولة، وراح يوزع المال على بعض الناس ليكسب وجودهم في صفه أو ليصبحوا “العسس الخاص بها”.
عودة للأعلى
النمس …
وأما “النمس” ،الذي كسب شعبية كبيرة في الجزء الرابع من باب الحارة، ويلعب دوره الفنان مصطفى الخاني، فقد بدأ الناس يردوون ما يقول في المسلسل أو وضعه نغمات جوال، من قبيل “أهلين بالعكيد … إي والله حيا الله " و"شفتك شفتك يا صرصور ماشي ماشي عم تدور”، وتحولت إلى نغمات على الجوال.
النمس الذي يبدو أنه كشف شيئا ما عن الهوية الحقيقة لمأمون بيك، اصبح “زلمة” الأفندي الجديد وينقل له ما يقوله الناس عنه.
والفنان مصطفى الخاني ظهر في برنامح دراما رمضان الذي تبثه “العربية” يوميا، وقال “أنا عجزت عن التجول في أحد شوارع دمشق بسبب تجمع مئات المعجبين ورفعوني على أكتافهم لدرجة انني اختبأت في أحد المحلات إلى أن حضرت الشرطة للتدخل والمساعدة”.
وقال الخاني إنه استفاد من تجاربه في الحياة والثقافة التراكمية السمعية والبصرية لتأدية شخصية النمس،واعترف الخاني بأنه كان يرتجل في الكثير من الأحيان في العديد من المشاهد، وفي مشهد ما طلب منه المخرج أن ينسى ما هو مكتوب على الورق وأن يقول ما بدا له، وبدا الارتجال واضحا في المشهد الذي يسخر فيه العقيد أبو شهاب.
والمشهد المقصود هو مشهد جلوس “النمس” مع عكيد حارة أبو النار (العكيد ابو النار)، وحاول فيه النمس السخرية من عكيد باب الحارة ابو شهاب، ونعت خروجه من الحارة خلال المواجهة مع الفرنسيين بأنه “هروب” ساخرا من عبارته “شكلين ما بحكي” وقال “إنشاء الله عمرو ما يحكي”. إلا أن “أبو النار” أوقفه تدخل وأنب النمس على موقفه هذا قائلا له بأنه في حياته “لن يتغير”، وذلك في دلالة إلى أن الخلاف الشخصي بين أبو النار وأبو شهاب لم يصل إلى حد الخلاف في القضايا الوطنية.
وأعرب الفنان السوري مصطفى الخاني عن سعادته الكبيرة بالنجاح الذي حققته شخصية “النمس” في الجزء من مسلسل باب الحارة، وقال لـ"العربية” إنه بعد قراءته للنص عمل على إضافة بصماته الخاصة على تلك الشخصية حتى لا تكون شخصية آحادية الجانب ومكروهة من الناس.