:: مَدَني وِلاّ فلاًح ::
اعتقدتُ أنها ظاهرة محلية فلسطينية تنتهي عند الحدود الفلسطينية إلا أنني كنت مخطئ في تقديري أو لنقل خيالي، فهم لا يزالون يفرقون بين أنفسهم انطلاقاً من مبدأ أنا مَدَني، وأنا فلاح، أينما ذهبوا.
يسألني والدي أحياناً: من أين أصدقاؤك؟ فأختصر على نفسي مشواراً طوله 1000 سؤال وأقول: إنهم أردنيّون; فإن جاوبته بأنهم من فلسطين سوف تنهال علي أسئلة مثل: من أي عيلة؟ آه يعني فلاحين..! فيُصاب رأسي بصُداع نصفي من جهة اليمين واليسار.
غريبة هي تلك القصص التي أسمعها عن عادات أهل فلسطين في الأربعينات من القرن الماضي، ولا عجب في أن فلسطين محتلة الآن، ولا أريد ان أجزم بالقول أن ما يحدث في فلسطين هو جزء مما يُستحَقُّ أن يحدث، وهل يخسف الله أرضاً إلا أن يكون فيها فساد..!؟
بين فلاح ومدني، أغلبهم لا يرضى بتزويج ابنته لابن الآخر، وبعضهم لا يقوم بتوريث الإبنة، وهل هذا إلا تحريم ما حلّلَ الله..؟!
حسناً، لا يتنازل المدني ان يلبس ملابس فلاحية، ولا يتنازل الآخر في معظم الأحوال أن يفعل ذلك أيضاً، ويخاف المدني كيدَ الفلاح كما يخاف الأخير كيدَ الأول أيضاً، كم هذا مُضحك..!
يُشبه هذا الحال القديم الحال الجديد الذي يحدث في فلسطين الآن، فنحن نثبت للعالم أجمعين أننا سبب البلا كله، وأننا شعب من الصعب التعامل معه أو الاتفاق معه على شيء.. فإن كنا في الداخل غير متفقين ونحن في حالة حرب، كيف سنتفق إن حدث سلام واستلمنا حكم فلسطين الحرة؟
علينا بتوعية أبائنا بأن يقوموا بحذف هذه العادات من أذهانهم فوراً.. قبل أن تنقرض عقول الشباب بسببهم.
وهيّه ناقصاها يعني..؟!
أسامة الرمح
*مُنِعَت من النشر في احدى الصحف الأردنية.