في٣٠ أب ٢٠٠٨ وصل عدد المشاهدين العرب الملتصقين أمام شاشات التلفاز، لمتابعة أحداث الحلقة الاخيرة من مسلسل نور التركي، بما يقدر ب ٨٥ مليون مشاهد.
قبل عدة أشهر من ذلك، وبالتحديد في شباط ٢٠٠٨، بدأت قناة الMBC ببث مسلسل سنوات الضياع على الساعة الرابعة بعد الظهر. بمساعدة استراتيجية تسويقية فعاله، وتغطية اعلامية واسعة، بدأت نفس القناة ببث مسلسل نور على الساعة الثانية بعد الظهر.
فأصبح من الممكن للمشاهدين متابعة مسلسلين في آن واحد، بحيث أصبحت الحوارات التي تدور حول احداث المسلسلات من أهم الاحاديث المتداولة بين العرب. بحلول نهاية شهر نيسان، أصبح مسلسل نور يبث على الساعة التاسعة مساء، وهو أكثر الاوقات متابعة للتلفاز بين العرب. ما بين برنامج اوبرا الذي كان يبث على الساعه ٨، و الفيلم الاجنبي الذي كان يبث على الساعة ١٠ مساء. بلغ عدد متابعات مسلسل نور من النساء ما يقارب ال٥٠ مليون من أصل ٨٥ مليون مشاهد.
و بلغ عدد متابعات مسلسل سنوات الضياع من النساء حوالي ٣٩ مليون سيدة من أصل ٦٧ مليون مشاهد. اليوم تبث المسلسلات التركية في جميع الاوقات و على جميع القنوات.
بالرغم من هذا النجاج الباهر، الا ان هذه الظاهرة ليست جديدة في العالم العربي. لا بد ان البعض يتذكر المسلسل الفنزويلي المدبلج “كاسندرا”، الذي كان يتسبب في أغلاق الشوارع في بعض المدن العربيه. أدى مسلسل كاسندرا الى ظهور جيل من الفتيات تدعين كاسندرا، كما أدى الى ظهور منتجات متنوعة تحمل العلامة التجارية “كاسندرا” في العديد من المدن و القرى العربية.
من الواضح ان لهذه المسلسلات تأثيرا اجتماعيا و سياسا و اقتصاديا كبيرا في العالم العربي. سميرة على سبيل المثال، ضحية تحرش جنسي اثناء الثورة المصريه، تشجعت لرفع قضيه على الجناه-ضباط جيش- بالرغم من ضغط أهلها عليها بالتزام الصمت، متأثرة بمسلسل فاطمة التركي. و هو مسلسل تدور أحداثه حول قضية اغتصاب جماعية، تحارب بطلته للوصول الى العدالة. لم تكسب سميرة القضية فحسب، بل ساهمت في توقيف اختبارات العذرية المفروضة على النساء الموقوفات في مصر، أثناء أحداث الثورة.
في سياق مشابه، اعتبرت منظمة الامم المتحدة اليوم 21 تشرين الثاني/نوفمبر، يوم التلفزيون العالمي، باعتباره منصة إعلامية تصل إلى شريحة كبيرة من المجتمع، و باعتباره أداة تغيير تساهم في زيادة الوعي حول قضايا رئيسية في العالم. لننظر معا على بعض الاسباب التي جعلت جميع الطبقات والفئات العمرية العربيه تُدمن على المسلسلات التركية.
1. العلاقة بين الجنسين
في بعض البيوت العربية، شكلت المسلسلات التركية الرومانسية منبعا لتعويض الجانب العاطفي الجاف. حيث يتبادل الأبطال كلمات الود، ويتحاورون بطريقة متحضرة و محبة. ويفعل كلا الشريكين المستحيل لإرضاء الطرف الآخر. تتعرض النساء العربيات من خلال المسلسلات التركية لشخصيات رجولية رقيقة و محبة، بدل دور “سي السيد” النمطي الذي تركز عليه المسلسلات العربية. فترى النساء العربيات كيف تشعر المرأة عندما تكون محبوبه و مرغوبه.
٢.الطبيعة المنظمة و الحديثة للمدن التركية
توظف المسلسلات كل المعالم السياحية و الطبيعية في التصوير. وتستخدم الشوارع و المدينه و المساحات العامة للتصوير الخارجي، كما تستخدم الاستوديوهات الداخلية، التي تبنى بتقنية عالية و ذوق رفيع. كل هذه عوامل جذبت عيون المشاهدين لمتابعة المسلسل، وجعلت من تركيا هو بلد شهر العسل المفضل.
٣. اللهجة العامية المستخدمة في الحياة اليومية
الحوار بين الأبطال الذي تم دبلجته للهجة السورية العامية بتقنية محترفة وبأصوات ممثلين عرب مألوفة للمشاهد، حيث لا يستطيع المشاهد أن يقرر ما إذ كان المسلسل عربي الأصل أو مدبلج.
٤. الملابس والاكسسوارات
معظم المشاهدين يتابعون ما يرتديه أبطال هذه المسلسلات من كلا الجنسين. حيث يرتدي الأبطال أحدث خطوط الموضة، أو بالأحرى أصبحوا هم من يملي الموضة في الوطن العربي.
٥. الثقافة المشابهة للثقافة العربية
الأسماء العربية المستخدمة لجميع أبطال المسلسلات، والثقافة المألوفة التي تنعكس في بعض المواقف التي يواجهها الممثلين في القصة مثل عادات العزاء، الدفن، تقبيل يد الام…الخ. بالإضافة الى العادات و التقاليد القديمة والتاريخ المشترك بين العرب والأتراك، هي من العوامل التي جعلت من المسلسل التركي قريب للمشاهد العربي، فيشعر بقرب مع الشخصيات و كأنهم جزء من عائلته.
٦. جرأة الطرح و تناول قضايا حساسة
تتناول المسلسلات التركية قضايا اجتماعية و سياسيه حساسة بالنسبة للمشاهد العربي، وتطرح الكثير من المواضيع المحظوره في العالم العربي والتي يخاف صناع المسلسلات من الخوض بها؛ مثل الحب المحرم، الخيانه الزوجيه، الجنس خارج اطار الزواج، المساواه بين الجنسين.
٧. الجمال اللافت
أبطال المسلسلات من كلا الجنسين يتمتعون بجمال لافت. حيث يتابع الشاب المسلسل للبحث عن “الحسناوات” والفتاة تفعل المثل لرصد صفات بطلها المغوار لتطابقه مع العريس المستقبلي المنتظر.
الأثنين, 24 نوفمبر, 2014 13:25